في ليلة من الليالي، وبينما كان جميع الناس نائمون، دخل لص أحد المنازل الفخمة، وكان اللص يأتي كل مساء لكي يدخل المنزل لكن كلب الحراسة الوفي الموجود في المنزل يمنعه من الدخول.
كان الكلب ينبح بصوت عالي جدا بمجرد شعوره باللص، ويركض وراء اللص بسرعة شديدة، ويحاول الكلب دائما عض اللص وإيذائه، فيستيقظ أصحاب المنزل على صوت نباح كلبهم، فهم يعرفون كلبهم جيدا، فكلبهم لا ينبح بهذا الشكل أبدا إلا عند وجود شخص غريب عن المنزل.
فكر اللص كثيرا وطويلة في طريقة مجدية لكي يدخل المنزل بهدوء مطلق دون أن يعيق دخوله هذا الكلب، فقرر اللص أن يقضي على الكلب نهائيا وللأبد.
فالكلب يحمى المنزل وأصحابه دون كلل أو ملل أو تعب، وهو كلب مميز يتمتع بصفات الوفاء والإخلاص، وتعددت الأفكار المؤذية التي خطرت للص بشأن طرق التخلص من الكلب الوفي.
ففكر اللص بوضع السم للكلب في الماء والطعام، أو أن يقوم اللص بضرب الكلب على رأسه مستخدم قطة ثقيلة من الحديد أو الخشب، فيقضي بذلك عليه تماما وللأبد، فخطرت للص أفكار مرعبة وشريرة يتخلص بها من الكلب الوفي والمخلص.
وفجأة خطرت للص فكرة رائعة وجد أنها فكرة مناسبة وجيدة للتنفيذ حتى يتمكن من الدخول للمنزل دون أن يزعجه الكلب نهائيا، فيتمكن بعدها اللص من دخول المنزل، وأخذ كل ما يمتلكه أصحاب المنزل من مجوهرات وأموال كثيرة.
فأحضر اللص قطعة من اللحم كبيرة الحجم وقام اللص بحقن اللحم بمادة تجعل الكلب يتلوى من الألم حتى يتعذب ويموت، فاللص ضاق ذرعا بالكلب ووفائه.
كره اللص الكلب وتمنى موته بشدة، وفي اليوم التالي أتى اللص وأحضر قطعة اللحم الكبيرة وأحضر المادة التي سيحقنها في قطعة اللحم، وبعد أن أنتهى من حقن اللحم ألقى باللحم للكلب.
ولكن صاحب المنزل رأى قطعة اللحم الملقاة، فأسرع لحبس كلب حراسته لكي لا يأكل من قطعة اللحم هذه، وعندما دخل اللص للمنزل ولم يرى الكلب، ظن أن الكلب مات بسبب قطعة اللحم المحقونة بالمادة التي أحضرها، ففرح اللص الشرير ودخل المنزل بسرعة وبخفة ودون أن يشعر ه أحد أبدا.
وكان صاحب المنزل يراقب اللص من بعيد ، فقد كان يقف في مكان مخفي لا يراه اللص أبدا، وفجأة لما نزل اللص للمنزل دخلت في قدمه الحقنة التي كانت مليئة بالمادة التي وضعها اللص في قطعة اللحم للكلب.
فأخذ اللص يصرخ من شدة وقوة الألم ومن النزيف الشديد الذي أصابه، فأستيقظ أهل المنزل كله على صوت صراخ وعويل اللص، وقالوا للص هذا جزاء من أراد أذية كلب مخلص ووفي وأليف، فالكلب كان يحرس المنزل ويدافع عنه، حتى جاءت الشرطة وقبضوا على اللص وأخذوه إلى السجن.