منذ أيام تلقّيت اتصالاً من مسئولة تحرير أحد البرامج بقناة MBC تعرض عليّ المشاركة في حلقة كاملة لمدة ساعة مع أحد الضيوف عن الموت و أسراره و مناقشة كتابي ( أسرار الموت العظمي ) .. علي أن تكون مشاركتي عن طريق سكايب من القاهرة ..
في البداية اعتذرت بلطف.... لكن السيدة و كأنها دخلت معي سوق مساومات... بدأت تقدم تنازلات في صلب الموضوع بأن من حقي اختيار الأسئلة التي أريدها... تبعت ذلك بوعد بزيادة الوقت المخصص لي ليكون ضِعْفَيْ الضيف الثاني... و أنهتها بإغراءات مالية متزايدة لا تتوقف..
و مع كل امتياز تمنحه لي كنت أجيب بنفس الإعتذار اللطيف المهذّب... لكن السيّدة ربما ثار غضبها و أصرّت أن تعرف السبب وراء الرفض رغم كل هذه الإمتيازات.. و كيف أنني تسببت لها في أزمة كبيرة لأنها حلقة تم الإعداد لها ولا يوجد وقت لاختيار موضوع آخر..وكانت علي يقين أنني لن أرفض..
أجبت : اسمعي سيدة فاطمة... MBC منذ عقود و هي دُرّة تاج الفضائيات العربية... الطموح الإعلامي الأول لأي كاتب أو فنان أو من في حكمهما هو الظهور علي MBC حتي يتم تلميعه بالشكل اللائق... صاحبة الأعلي مشاهدة في الوطن العربي.... و الأكثر احترافية.... و الأغلي أجراً.... لكن أنا يا سيدتي لست كاتباً بائساً بحاجة لدعايات.... ولا فناناً تافهاً بحاجة لتلميع ... أنا رجل علم بالأساس و الدعايات و التلميع لرجال العلم ليس علي قائمة أولوياتنا في الوطن العربي لا من إدارات الإعلام.. ولا حتي من المشاهدين.....
أمّا بشأن الأجر فقد سجّلت مع قنوات سابقة لم أتقاضي فيها جنيهاً واحداً.. و قنوات تقاضيت فيها مقابل عادل... و رفضت قنوات و برامج عرضت مئات الألوف... و هو أمر شخصي بحت... في هذا الجوّ الإعلامي الموبوء المحيط بنا..... من حقي أن أختار مع من أظهر إعلاميا... و متي... و كيف .. و أمر المادة عندي نسبي فـ لست أنا نجم مهرجانات ولا فنان بلطجي أو مُطرب لزج مُحدّد لهم سلفاً قائمة أسعار عن كل استضافة...
هذا عنّي....
أما عن الـ MBC نفسها.... فما حدث منذ أيام في برنامج الحكاية مع الإعلامي عمرو أديب و فتح منصّة لبعض الجهلة و السَفَلَة و المرتزقة لإهانة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر و النيْل منه و تتفيه آرائه الفقهية و السخرية من المؤسسة الدينية الأعرق في العالمين العربي و الإسلامي... فإنني أقسم بـ مَن أعزّ الأزهر و عمامته... و أذلّ الجهل و أهله... قسماً غير حانثٍ فيه.... لو عرضت عليّ مجموعتكم الموقّرة ملايين الدولارات لإجراء مجرد اتصال لمدة دقيقة واحدة فإني والله ممتنع امتناعاً كاملاً عن مشاهدتها فضلاً عن الإشتراك في أحد برامجها حتي تعتذر إدارة القناة و القائمين عليها اعتذاراً لائقاً لفضيلة الإمام و مؤسسة الأزهر الشريف و منع هذا المُموّل إسلام بحيري من الظهور علي مجموعتها الإعلامية للأبد.
وأعرف أن موقفي ليس له أدني تأثير يُذْكَر علي خططكم الإعلامية و أن حلقة مع حمّو بيكا قد تُحقق لكم أضعاف المشاهدات و الأرباح ... لكنني أطمح أن تنقلي موقفي هذا لـ بعض أهل الإدارة عندكم ممّن لا زلنا نحتفظ لهم ببقايا توقير و احترام... فإن لم تفعلي... فـ علي الأقلّ أكون قد ألقيتُ حجراً صغيراً في ماء راكد ملعون.... علّ حَجَري هذا يُوقظ بعضاً من المُدَنِّسِين له.... و المُدَنَّسِين فيه... فيتبعني أصحاب الضمائر اليقظة الغيورة علي دينها و مؤسسات بلادها .......
شكرتها.. و أغلقت الهاتف.
د. محمد الشيخ
#شيخ_الأزهر_قيمة_و_قامة.
#ادعم_شيخ_الأزهر
#اعتذار_إم_بي_سي